بحـث
المواضيع الأخيرة
حرمة المقدسات
صفحة 1 من اصل 1
حرمة المقدسات
المسلم الحق هو من يجعل إيمانَه محور حياته ، منه ينطلق وبه ينضبط ، وعلى نهجه يسير، وإليه يتحاكم ، وهو الذي يوجه مشاعره وعواطفه ، ويضبط علائقه وصِلاته ، ولا يعني ذلك إلغاءه للدنيا ، وإنما يعني صبغها بصبغة الإيمان ، وتسييرها وفقَ حقائقه وتشريعاته .
وللدين مقدساته المرتبطة بشرائعه وشعائره وعباداته ؛ فحرمة القرآن الكريم ، وعظمة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ومكانة المساجد أمورٌ تتمثل فيها روح إسلامنا وحقيقة تديننا ، امتثالاً في سلوكنا ، وتحاكماً في سائر شؤوننا ، وابتعاداً عن أي فعل يجافي التوقير والإجلال .
ومقياس الارتباط الإيماني والالتزام الإسلامي يتجلى عند المسلم في تعظيم هذه المقدسات وغيرته عليها ، ودفاعه عنها ، ورفضه لأي صورة من صور الاعتداء عليها ، وأي مساس بهذه المقدسات زعزعة لمكانة الدين في القلوب ، ومحاولة لاقتلاعه من أعماق النفوس .
فالقرآن العظيم قال - جل وعلا - في حقه : {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت/41، 42] وقال جل جلاله : {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر/21] وقال سبحانه : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر/9] وقد نُقل إلينا هذا القرآن بالتواتر ، حتى في حركاته ومدوده وغننه ، ونوقن أننا الآن نقرأ القرآن كما أنزل على سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم .
وفي عظمة نبينا صلى الله عليه وسلم تعرفون الآياتِ والأحاديثَ الكثيرة ، ومنها قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } [الحجرات/1 ـ 2].
وتأملوا أدبَ الصحابة رضوان الله عليهم ففي الحديث عن أنس: " أن أبوابَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت تقرع بالأظافر " [رواه البيهقي في شعب الإيمان] هكذا بكل هدوء وإجلال وتقدير .
وأما حرمة بيوت الله عز وجل فيكفينا قول الله تعالى : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } [الجن/18] وقوله : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة/114] ولعُمّارها شهادة عظيمة من الله تعالى في قوله : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ } [التوبة/18] .
وقد بينت السنة النبوية عظمة هذه المساجد وحرمتَها حتى إن أكل الثمرة الخبيثة في رائحتها يوجب اعتزال هذه المساجد لئلا يؤذيَ الآكلُ الناسَ والملائكة ، ولما بال الأعرابي في المسجد أمسك عنه الصحابة حتى فرغ ثم أمرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يطهروا المسجد ثم قال له : « إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَىْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلاَ الْقَذَرِ إِنَّمَا هِىَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلاَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ » [رواه مسلم عن أنس] .
تلكم بعض مكانة المقدسات في شريعتنا ، فما ذا يقول بعض الإعلاميين والكتاب من أبناء جلدتنا ، وممن يتكلمون بألسنتنا ؟
كاتبة من بلد خليجي تُسأل عن تجسيد شخص النبي - صلى الله عليه وسلم - في التمثيل فتقول : لا شيء فيه ، ولا قدسية لأحد ، وإن مقتضى توضيح الدراما يستدعي ذلك !!!
كاتب آخر من بلادنا يُذكر له حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحيح عند البخاري ومسلم : (ما تركتُ بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء) فيصف مثل هذا الحديث بالخطاب المتوحش ، ويقول : إنه لا يفهم كيف يكون وحي السماء يُخاطب الرسول بمثل هذه اللغة المتوحشة المفرغة من سياقاتها !!!
آخر يعلق على قوله تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة/3] قائلاً : إن الله تعالى قال : { وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } ولم يقل : (ديناً ودنيا) فالإسلام لدينك فقط ، أي في مسجدك وصلاتك ، وأما في دنياك فسر كما يحلو لك ، وأكملَ حديثه معللاً : بأننا في عالم واسع ، ولكي لا ننفصل عن العالم فينبغي ألا تكون لنا هذه الرؤية الضيقة !!!
ومغنية عربية تصور أغنيتها في ساحة مسجد من المساجد الأثرية العريقة في أحد بلادنا العربية المسلمة !!!
وأشنع من هذا وأبشع ما يقوم به الصهاينة في أرض الإسراء كل يوم من عدوان مستمر على القرآن ، وعلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلى المساجد التي حولوا بعضها إلى أماكن للهو والفجور ، وأخرى إلى إسطبلات للخيول !!!
لكنا نحن أيضاً نمارس شيئاً من العدوان على المسجد الأقصى عندما نرحب بمقالات من هنا وهناك تقول بنص صريح: إن مسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موضوع على طاولة المفاوضات لكي نقسمه أنصافا أو أرباعاً ، وعندما نعتبر هذا الموقفَ مشرفاً أو وطنياً أو غير ذلك ، لأن الأمم لا قيمة لها إلا بعقائدها ومبادئها ومقدساتها ، ولذلك نرى كيف يعلن الصهاينة يهودية الدولة ، وكيف يبنون كنسهم المزعومة ، ويستدلون بتوراتهم المحرفة ، ويرتكزون في مناهج التعليم على تلمودهم المخترع ، ويفاخرون بذلك .
أما نحن ففينا من يقول : لا ينبغي أن تكون الدولة دينية ، ولا السياسة التعليمية إسلامية ، ولا الأنظمة وميادين الحياة ذات صلة بالدين بالكلية !!!
إننا أمام هذه الآلام مطالبون بأمرين عظيمين :
1- استصحاب مراقبة الله - عز وجل - وابتغاء أجره والخوف من عقابه في كل شأن من الشؤون ؛ بدءاً من الفكرة والنية التي تجول في القلب ، ومروراً بالكلمة التي تُلفظ باللسان ، أو الأفعال التي تقوم بها الجوارح ، إلى ما هو أعظم من ذلك من المواقف الكبرى .
2- إن مواجهة العدوان لا يمكن أن تكون قويةً وثابتةً ومستمرةً ، إلا إذا كانت منبعثةً من أصل الإيمان والغيرة على الدين ، فتلك هي القوة الحقيقية التي هي أول ما ينبغي إعداده ، فلم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يغضب لنفسه ، ولكن إن انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه قائمة .
إن القيام لإعلاء راية الإسلام ، وإعزاز الدين واجب المسلمين جميعا ، وليس مسؤولية الحكام أو العلماء أو الأمراء وحدهم ، بل هو واجبُ كل أحد ، كل في دائرته ، وبما يستطيعه ، وأول ذلك على مستوى ساستنا وقادتنا أن نجعل لهذه الوقفة مع القدس والمقدسات وعياً أعمق، وعملاً أشملَ ، وتغييراً أوسع ؛ بإصلاح مناهج تعليمنا ، ووسائل إعلامنا ، وسائر مؤسساتنا ، ثم في حياة أفرادنا بتعظيمنا لأوامر الله ، واحترامنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بفعل ما به أمرنا ، وترك ما عنه نهينا ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل .
أسأل الله - عز وجل - أن تكون هذه الأحداث فرصة لردنا إلى ديننا ، وأن يحيي الإيمان في قلوبنا ، وأن يجعل الحمية للإسلام والغيرة على الحرمات في نفوسنا ، وأن يجعلنا بكتابه مستمسكين ولهدي نبيه - صلى الله عليه وسلم - متبعين.
وللدين مقدساته المرتبطة بشرائعه وشعائره وعباداته ؛ فحرمة القرآن الكريم ، وعظمة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ومكانة المساجد أمورٌ تتمثل فيها روح إسلامنا وحقيقة تديننا ، امتثالاً في سلوكنا ، وتحاكماً في سائر شؤوننا ، وابتعاداً عن أي فعل يجافي التوقير والإجلال .
ومقياس الارتباط الإيماني والالتزام الإسلامي يتجلى عند المسلم في تعظيم هذه المقدسات وغيرته عليها ، ودفاعه عنها ، ورفضه لأي صورة من صور الاعتداء عليها ، وأي مساس بهذه المقدسات زعزعة لمكانة الدين في القلوب ، ومحاولة لاقتلاعه من أعماق النفوس .
فالقرآن العظيم قال - جل وعلا - في حقه : {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت/41، 42] وقال جل جلاله : {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر/21] وقال سبحانه : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر/9] وقد نُقل إلينا هذا القرآن بالتواتر ، حتى في حركاته ومدوده وغننه ، ونوقن أننا الآن نقرأ القرآن كما أنزل على سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم .
وفي عظمة نبينا صلى الله عليه وسلم تعرفون الآياتِ والأحاديثَ الكثيرة ، ومنها قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } [الحجرات/1 ـ 2].
وتأملوا أدبَ الصحابة رضوان الله عليهم ففي الحديث عن أنس: " أن أبوابَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت تقرع بالأظافر " [رواه البيهقي في شعب الإيمان] هكذا بكل هدوء وإجلال وتقدير .
وأما حرمة بيوت الله عز وجل فيكفينا قول الله تعالى : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } [الجن/18] وقوله : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة/114] ولعُمّارها شهادة عظيمة من الله تعالى في قوله : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ } [التوبة/18] .
وقد بينت السنة النبوية عظمة هذه المساجد وحرمتَها حتى إن أكل الثمرة الخبيثة في رائحتها يوجب اعتزال هذه المساجد لئلا يؤذيَ الآكلُ الناسَ والملائكة ، ولما بال الأعرابي في المسجد أمسك عنه الصحابة حتى فرغ ثم أمرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يطهروا المسجد ثم قال له : « إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَىْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلاَ الْقَذَرِ إِنَّمَا هِىَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلاَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ » [رواه مسلم عن أنس] .
تلكم بعض مكانة المقدسات في شريعتنا ، فما ذا يقول بعض الإعلاميين والكتاب من أبناء جلدتنا ، وممن يتكلمون بألسنتنا ؟
كاتبة من بلد خليجي تُسأل عن تجسيد شخص النبي - صلى الله عليه وسلم - في التمثيل فتقول : لا شيء فيه ، ولا قدسية لأحد ، وإن مقتضى توضيح الدراما يستدعي ذلك !!!
كاتب آخر من بلادنا يُذكر له حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحيح عند البخاري ومسلم : (ما تركتُ بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء) فيصف مثل هذا الحديث بالخطاب المتوحش ، ويقول : إنه لا يفهم كيف يكون وحي السماء يُخاطب الرسول بمثل هذه اللغة المتوحشة المفرغة من سياقاتها !!!
آخر يعلق على قوله تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة/3] قائلاً : إن الله تعالى قال : { وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } ولم يقل : (ديناً ودنيا) فالإسلام لدينك فقط ، أي في مسجدك وصلاتك ، وأما في دنياك فسر كما يحلو لك ، وأكملَ حديثه معللاً : بأننا في عالم واسع ، ولكي لا ننفصل عن العالم فينبغي ألا تكون لنا هذه الرؤية الضيقة !!!
ومغنية عربية تصور أغنيتها في ساحة مسجد من المساجد الأثرية العريقة في أحد بلادنا العربية المسلمة !!!
وأشنع من هذا وأبشع ما يقوم به الصهاينة في أرض الإسراء كل يوم من عدوان مستمر على القرآن ، وعلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلى المساجد التي حولوا بعضها إلى أماكن للهو والفجور ، وأخرى إلى إسطبلات للخيول !!!
لكنا نحن أيضاً نمارس شيئاً من العدوان على المسجد الأقصى عندما نرحب بمقالات من هنا وهناك تقول بنص صريح: إن مسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موضوع على طاولة المفاوضات لكي نقسمه أنصافا أو أرباعاً ، وعندما نعتبر هذا الموقفَ مشرفاً أو وطنياً أو غير ذلك ، لأن الأمم لا قيمة لها إلا بعقائدها ومبادئها ومقدساتها ، ولذلك نرى كيف يعلن الصهاينة يهودية الدولة ، وكيف يبنون كنسهم المزعومة ، ويستدلون بتوراتهم المحرفة ، ويرتكزون في مناهج التعليم على تلمودهم المخترع ، ويفاخرون بذلك .
أما نحن ففينا من يقول : لا ينبغي أن تكون الدولة دينية ، ولا السياسة التعليمية إسلامية ، ولا الأنظمة وميادين الحياة ذات صلة بالدين بالكلية !!!
إننا أمام هذه الآلام مطالبون بأمرين عظيمين :
1- استصحاب مراقبة الله - عز وجل - وابتغاء أجره والخوف من عقابه في كل شأن من الشؤون ؛ بدءاً من الفكرة والنية التي تجول في القلب ، ومروراً بالكلمة التي تُلفظ باللسان ، أو الأفعال التي تقوم بها الجوارح ، إلى ما هو أعظم من ذلك من المواقف الكبرى .
2- إن مواجهة العدوان لا يمكن أن تكون قويةً وثابتةً ومستمرةً ، إلا إذا كانت منبعثةً من أصل الإيمان والغيرة على الدين ، فتلك هي القوة الحقيقية التي هي أول ما ينبغي إعداده ، فلم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يغضب لنفسه ، ولكن إن انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه قائمة .
إن القيام لإعلاء راية الإسلام ، وإعزاز الدين واجب المسلمين جميعا ، وليس مسؤولية الحكام أو العلماء أو الأمراء وحدهم ، بل هو واجبُ كل أحد ، كل في دائرته ، وبما يستطيعه ، وأول ذلك على مستوى ساستنا وقادتنا أن نجعل لهذه الوقفة مع القدس والمقدسات وعياً أعمق، وعملاً أشملَ ، وتغييراً أوسع ؛ بإصلاح مناهج تعليمنا ، ووسائل إعلامنا ، وسائر مؤسساتنا ، ثم في حياة أفرادنا بتعظيمنا لأوامر الله ، واحترامنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بفعل ما به أمرنا ، وترك ما عنه نهينا ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل .
أسأل الله - عز وجل - أن تكون هذه الأحداث فرصة لردنا إلى ديننا ، وأن يحيي الإيمان في قلوبنا ، وأن يجعل الحمية للإسلام والغيرة على الحرمات في نفوسنا ، وأن يجعلنا بكتابه مستمسكين ولهدي نبيه - صلى الله عليه وسلم - متبعين.
همس المشاعر- غلاتي جديد
- عدد المساهمات : 65
تاريخ التسجيل : 14/03/2010
الموقع : الرياض
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت مارس 31, 2012 4:32 pm من طرف ريما
» طق طق طق
الخميس مارس 31, 2011 7:27 am من طرف ReeMo0o
» منتديإت دمعة غلإ
الثلاثاء يناير 11, 2011 8:39 am من طرف دمعة غلإ
» مستودع جده يطلق بوابه الكترونيه للمشاريع الخيريه الرمضانيه
الخميس أغسطس 26, 2010 1:41 am من طرف همس المشاعر
» نعاوني الطائف ينفذ وجبه افطار صائم
الخميس أغسطس 26, 2010 1:37 am من طرف همس المشاعر
» مفهوم الإسلام
الخميس أغسطس 26, 2010 1:28 am من طرف همس المشاعر
» ثقافة العمل التطوعي
الخميس أغسطس 26, 2010 1:24 am من طرف همس المشاعر
» حرمة المقدسات
الخميس أغسطس 26, 2010 1:20 am من طرف همس المشاعر
» شكراً للزوجات
الخميس أغسطس 26, 2010 1:13 am من طرف همس المشاعر